أقلام حرة

مراكش.. تدخل للإنعاش

 

 

عماد الدين تزريت

 

مراكش بدون أوكسجين!! فهل ستبقى كذلك؟ هو سؤال راود كل المراكشيين، ولا أحد فعلا وجد الجواب الصحيح، خصوصا وأن أصحاب القرار لم يظهروا بعد، ولم يقدموا أجوبة تشفي غليل ساكنة المدينة الحمراء التي تعاني الويلات.

 

مدينة البهجة والسرور أصبحت منكوبة، وجدرانها أصبحت تستغيث وتردد هل من منقد؟؟ فقد وصل السيل الزبى. المدينة أصبحت تعيش وضعية صعبة للغاية، إن لم نقل تمر بأصعب فترة في تاريخها، ومما يزيد الأمور تعقيدا هو عدم اتضاح الرؤية.

 

الكل كان ينتظر عودة البهجة والسرور لمعظم أحياء ومناطق مراكش، إلا أن ما وقع لم يكن في الحسبان مع استمرار الإغلاق وكأن كورونا تستفيق عند الساعة الثامنة، وتظهر بكثرة على الساعة التاسعة؛ السياحة رفعت الراية البيضاء، والرياضة دخلت للإنعاش، أما المدينة فتحت الأوكسجين الاختراقي.

 

المدينة الحمراء معروفة بمكونها السياحي   واستقطابها لعدد كبير من السياح، لكن في نفس الوقت غدت ساكنتها بدون دخل يسد رمق أبناءها وعائلاتها، فالكل أصبح يطلب النجدة والكل متشوق لرؤية ساحة جامع الفنا ممتلئة كما كانت، لكن التمني شيء والحقيقة شيء آخر، فلماذا هذا الصمت، ولما هذا الإهمال؟ أو أن الافتخار يكون فقط عندما تكتسي المدينة رونقها، وتبدع في تقديم صورة جميلة للسياح عبر العالم، وفي غير ذلك لا أحد يهتم البتة، وكأن هذه المدينة لا يوجد من يتكلم عنها، ربما فعلا لا يوجد أحد.

 

وأنا أتصفح حائطي الفايسبوكي، رأيت بالصدفة تدوينة للمقاولة والفاعلة السياسية والجمعوية بمراكش “بشرى لحياني” لخصت فيها ما تعانيه مراكش، بدأت تدوينتها بأن مدينة مراكش تمر بأصعب فترة في تاريخها، اقتصاد مشلول وبطالة متفشية وقدرة شرائية محدودة وانسداد في الأفق بسبب عدم وضوح الرؤية، وقالت وسط التدوينة “هادشي كامل صابرين عليه الناس لأنه من تداعيات الوباء”

 

وتوسطت تدوينتها، بأن الشيء غير المفهوم هو الغياب التام لأي استراتيجية للتخفيف من الآثار الاقتصادية للجائحة رغم الإنخفاض الملحوظ لحالات الإصابة واستقرار مؤشر العدوى، ومن جهة أخرى يحس المراكشيون بظلم يطالهم جراء الإقصاء الممنهج للمدينة والجهة من الإستثمارات والأوراش الكبرى، وكأن قدر المدينة وساكنتها هو العمل في قطاع السياحة الهش الذي يتأثر بالأحداث في المنطقة، و لا يساير التغيرات العلمية حتى يصبح صناعة قائمة بذاتها.

 

واختتمت التدوينة بأحسن ختام بقولها، أن على الجميع تحمل مسؤولياتهم من أجل الخروج من عنق الزجاجة، منتخبين ومسؤولين محليا جهويا ومركزيا، فجهة مراكش آسفي لها من المؤهلات ما يمكنها من منافسة جهات الدار البيضاء وطنجة لتساهم في التنمية الاقتصادية وضخ إيرادات لخزينة الدولة “مراكش ليست مجرد طنجية”

 

مراكش يمكن القول أنها أصبحت مثل تلك السفينة التي تتلاطمها الأمواج من كل جهة بدون وجود ربان قادر على السير بها لبر الأمان، فهل سيستمر الوضع هكذا؟ أم أن هناك منقد سيأتي لينقد المدينة من هذا السبات العميق على شكل الأفلام البوليودية؟ هيا فلننتظر لعل فارس أحلام المدينة لم يصل بعد فمرحبا بالتشويق.