أقلام حرة

تعانقوا تحابوا …   

 

إيمان الحفيان

 

يحتفل العالم بالعناق  21 يناير من كل سنة، و تاريخ هذه الذكرى  بدأت سنة 1986، و كانت الفكرة للأمريكي كيفن زابورني الذي نادى بإحياء سلوك المعانقة بين الأشخاص حتى و إن لم تجمعهم معرفة مسبقة شان العناق هنا قد يكون شأن الابتسامة التي تعد صدقة.

و حسب زابورني اختار 21 يناير عيدا للعناق بكونه تاريخا فاصلا بين احتفالات الميلاد و السنة الجديدة و عيد الحب لكي تطول فترة الاحتفالات ببداية كل سنة جديدة لبث جو السعادة و خاصة بين العائلة و الأصدقاء.

و لكن عيد العناق اليوم 21 يناير 2021 حل علينا في حلة مختلفة بطعم كورونا التي رافقتنا سنة كاملة و منعتنا من التجمعات و المصافحة و العناق، و هذا العيد ظهر لدى الأمريكيين و رغم ثقافتهم المنفتحة إلا أنهم ايضا كاغلبية المجتمعات العربية يشعرون بالحرج في التعبير عن مشاعر الحب و الود عن طريق العناق إذ يعتبر سلوكا ناجعا و سحريا في تبليغ مشاعر الحب الصادقة، حيث أن نشر ثقافة العناق بين الناس مهمة صعبة و خاصة أن ننشرها بيننا بين الاصدقاء و العائلة و الجيران كي ينتشر الحب في ارقى حلة و قبل مجيء فيروس كورونا كشفت دراسات ارتفاع نسبة الخلافات العائلية و زعزعة العلاقات الاجتماعية نظرا لوضع مسافات اجتماعية بيننا و الانشغال بالذات بدل الجماعة و من ثمة حصلت هوة ظاهرة بسبب خجل الآباء في معانقة أبنائهم ، و تمنع الأزواج في عناق زوجاتهم للتعبير عن الحب الصادق، و في ظل أزمة كورونا زيادة على الأزمة الصحية حدثت أزمات أخرى من قبيل الأزمة العاطفية و خلل في العلاقات الاجتماعية.

و من ثمة لا بد في إعادة النظر فيما يخص سبوكياتنا و معتقداتنا حول التعبير عن الحب بعيدا عن الخوف أو الخجل من الاخر، لأن عناق الأسر و احتوائهم و عطفهم يزيد من مشاعر المودة و الرحمة فهي ثقافة الحنان و الاحتواء و ليست بغريبة علينا … لذلك و داخل بيوتكم و مع اسركم و رغم الأزمة الصحية تعانقوا تحابوا رحمكم الله ….